تلعب المشاريع البحرية دورًا حيويًا في تطوير البنية التحتية وتيسير التجارة العالمية. يشمل القطاع البحري مجموعة من المشاريع، منها إنشاء الموانئ، والمرافق، وحماية السواحل، والصناعات كالسفن والمنشآت الخاصة بصيانتها، ومرافق النقل البحري، وغيرها.
هذه المشاريع أساسية لتمكين التجارة البحرية، وتعزيز المرونة الساحلية وفتح فرص النمو الاقتصادي للدول الساحلية، فهي تعمل على تسهيل التجارة الدولية عن طريق توفير طرق نقل حيوية للبضائع والسلع، كما تدعم إنتاج الطاقة البحرية، إذ تُمكِّن من استكشاف النفط والغاز في قاع البحار، وتهيئته لإنتاج الطاقة المتجددة (مثل مزارع الرياح البحرية)، والزراعة البحرية،
ما يسهم في أمن الطاقة وتنويعها، كما يمكنها المساهمة في جهود الحفاظ على البيئة من خلال إنشاء الشعاب المرجانية الصناعية على الشواطئ الساحلية وحماية النظام البيئي.
بالرغم من أهمية وفوائد الإنشاءات البحرية الضخمة والمتعددة، فإنها تواجه تحديات كبيرة تتطلب خبرة متخصصة وحلولاً مبتكرة، وتتمثل هذه التحديات فيما يلي:
تواجه مواقع مشاريع البناء البحري غالبًا ظروف بيئية قاسية، مثل مياه البحر الملوثة والتيارات الهوائية القوية، والرياح الشديدة، وأحوال الطقس المتقلبة. هذه الظروف تشكل تحديات لأنشطة البناء وتؤثر في عمر المشروع.
تعد المناطق الساحلية وقاع البحار من التحديات الجيوتقنية المعقدة، بالإضافة إلى وجود التربة اللينة التي تشكل النسبة الأكبر في بيئة البحار، كذلك تشكيلات الصخور، والكثير من العوائق التي تكمن تحت الماء، التي تتطلب تقنيات متطورة ومتخصصة للتعامل مع هذه البيئة والقدرة على وضع تصميمات مناسبة وقوية لبناء الأساسات الخاصة بالمشروع.
كالهياكل البحرية التي يجب أن تكون مصممة لكي تناسب ظروف الحمل ذات الطابع الديناميكي، مثل حركة الأمواج وقوى الجزر والمد والزلازل، مع الأخذ في الاعتبار الالتزام بالمعايير القياسية للسلامة والاستدامة البيئية.
تخضع المشاريع البحرية وعمليات الترخيص، والتخطيط المكاني للمنشآت البحرية لإطار تنظيمي معقد معني بتقييم النظام البيئي والالتزام بلوائح وقوانين قطاع البحرية الدولية وعدم الإضرار بها.
نقل المواد والمعدات والعمال إلى مواقع البناء البحري البعيدة يتطلب إدارة فعالة تعمل على التنسيق لضمان التسليم والتشغيل في الوقت المناسب.
تعد السلامة عاملًا مهمًا في قطاع البناء البحري، فكثير من المخاطر الكبرى قد تكون سببًا في خسارة فادحة في قطاع مشروعات التجارة البحرية وقد تسبب كارثة بيئية، منها على سبيل المثال: حوادث الغرق والغوص وعدم وجود معدات حديثة ذات كفاءة، لذا وضعت بروتوكولات صارمة للحد من هذه المخاطر.